ربما يتبادر الى ذهن البعض حين يسمع عن " ضم الضفة الغربية " أوهام وصورة غير حقيقية صنعتها عشرات السنوات من التدجين والدعاية المشبوهة انه في مكان امن حيث يمارس حريته داخل حدود فلسطين التاريخية ويعمل بدون تصريح بل ببطاقة هوية ترعاها الدولة المسخ وتؤمن له حقوقه كاملة هذا خاطر لعله يتبادر الى ذهن بعض الناس لكن الحقيقة مختلفة كليا ، تعالوا نتعرف اليها كاملة او جزء منها عالاقل في هذا المقال.
توطئة:
بينما كان العالم يقلب صفحات الحرب على غزة، كانت تل أبيب تحيك خيوطاً أكثر عمقاً في الظلام. ليست حرباً بالدبابات هذه المرة، بل حرب بالقوانين والأجبار، تحول الأرض المحتلة إلى سردية توراتية: "يهودا والسامرة". الضفة الغربية، بتلولها الزيتونية وقراها العتيقة، باتت وجهة لـ"الضم" المقدس في خطاب اليمين الإسرائيلي. لكن ما هذا الضم؟ أليس الاحتلال قد بلغ عقوداً؟ وما الذي يختلف اليوم؟
ماهو الضم ؟
الضم الإسرائيلي للضفة الغربية هو ببساطة خطوة تهدف إلى إعلان ضم هذه المنطقة المحتلة رسميًا إلى إسرائيل، مما يعني تطبيق القانون الإسرائيلي عليها بشكل كامل. ورغم سيطرة إسرائيل الفعلية على معظم أراضي الضفة منذ حرب 1967، فإن الإعلان الرسمي للضم سيقضي على أي أمل باقٍ بحل الدولتين، وسيحول الفلسطينيين إلى سكان تحت سيطرة إسرائيلية مباشرة دون حقوق سياسية أو قومية،🧭 لماذا تعود خطة الضم الآن؟
-
ترامب والفرصة الذهبية: رئاسة ترامب الأولى شكّلت دعمًا غير مسبوق لـ"إسرائيل"، من إعلان القدس عاصمة، لوقف تمويل الأونروا، وحتى طرح "صفقة القرن". عودته تفتح الباب مجددًا لأجندات كانت مؤجلة أو مرفوضة دوليًا.
-
سموتريتش وستروك واليمين المتطرف: وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أعلنها صراحة: "2025 هو عام السيادة على يهودا والسامرة". أما وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، فترى أن التوقيت مثالي لضم الضفة وغزة، مدفوعة بالتعيينات المتوقعة في إدارة ترامب القادمة (مثل ماركو روبيو وبيت هيغسيث).
أوريت ستروك : "الضم لم يكن يومًا محظورًا، بل كان فقط مؤجلًا بانتظار اللحظة السياسية المناسبة"
سموتريتش : "2025 سيكون عام السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة"
-
نتنياهو والمخططات القديمة: أعاد رئيس حكومة الاحتلال في جلسات مغلقة طرح الضم على طاولة النقاش، تلميحًا إلى العودة لـ"صفقة القرن" بنسخة أكثر تطرفًا.
تغير المواقف الدولية: مع تراجع الضغوط الدولية الفاعلة لإنهاء الاحتلال، تعتقد إسرائيل أن الظروف مناسبة لترسيخ سيطرتها دون تكبد تكاليف سياسية كبيرة.
🗺️ هل الضم أمر جديد؟
لا. فـ"إسرائيل" تسيطر فعليًا على الضفة منذ عام 1967، وأدخلت قوانينها على المستوطنات دون إعلان رسمي للضم. وقد طُرحت مشاريع ضم سابقة مثل:
-
إعلان ضم وادي الأردن في 2019
-
خرائط صفقة القرن التي أبقت 30% من الضفة تحت السيادة الإسرائيلية
-
تكثيف الاستيطان زمن ترامب
لكن الضم الجديد يعني إعلانًا قانونيًا وسياسيًا يغير كل شيء.
🚧 ما هي آثار الضم؟
🔴 على الفلسطينيين:
- حرمانهم من الحقوق السياسية وتقييد حياتهم في "جيوب" معزولة.
- توسيع هدم المنازل الفلسطينية بحجج إدارية.
- فرض قيود أشد على الحركة بين المدن والقرى.
- تعميم نظام تمييزي يفصل بين المستوطنين (الخاضعين للقانون المدني) والفلسطينيين (الخاضعين للقانون العسكري).
🔴 على القانون الدولي:
-
يخالف ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة (خصوصًا المادة 49).
-
يخرق قرار مجلس الأمن 2334 (الذي يُدين الاستيطان).
-
يؤكد تجاهل الاحتلال التام للقانون الإنساني الدولي.
ماذا تقول المنظمات الدولية؟
منظمة العفو الدولية تعتبر أن الخطط الإسرائيلية تنتهك بشكل سافر القانون الدولي، وتضع سكان الضفة أمام موجة جديدة من سياسات التهجير والتمييز.
"الضم هو انتهاك صريح للقانون الدولي... واستمراره يعني ترسيخ عقود من انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين"
– تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية
كما يُذكّر التقرير بأن المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة تحظر نقل سكان الدولة المحتلة إلى الأراضي التي تحتلها، وهو ما تقوم به إسرائيل فعليًا عبر الاستيطان منذ سنوات، وتسعى الآن إلى تقنينه وشرعنته عبر "الضم"
أمنستي وصفت الضم بأنه جريمة، لا يمكنها تغيير الوضع القانوني للأرض أو مسؤوليات الاحتلال.
-
الضم يعمّق سياسات الفصل العنصري، التمييز، والحرمان المنهجي من الحقوق.
-
تحذر أمنستي من "تدويل سياسة التهجير والهدم"، وتحويل مناطق كاملة إلى "مناطق خالية من العرب".
المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات الشأن كلها بلا استثناء أثبتت انها بلا فائدة ان كان ما على المحك هو اسرائيل وحقوق الشعب الفلسطيني .
التاريخ لا يرحم الضعفاء
التجارب السابقة تقول: الضم ممكن إذا صمت العالم. القدس ضمت، والجولان ضم، ولم تتحرك إلا إدانات "شديدة اللهجة" تذوب كالثلج تحت شمس التطبيع. اليوم، قد تقدم أمريكا ورقة الضم على طبق ذهبي مع عودة ترامب، وقد تتحول المنظمات الدولية إلى خطب في فراغ.لكن الأرض لها لغة أخرى. تحت أنقاض البيوت تولد المقاومة، وتحت القيود تنمو الإرادة. الضم قد يغير الخرائط، لكنه لا يمحو ذاكرة شعب رأى الإمبراطوريات تأتي وتزول.