-->
U3F1ZWV6ZTQzNzY1MTc3MzUyX0FjdGl2YXRpb240OTU3OTkwNzU4NDg=
recent
شريط أوغاريت

"الضم الإسرائيلي للضفة الغربية: ماذا يعني ولماذا الآن؟

ربما يتبادر الى ذهن البعض حين يسمع عن " ضم الضفة الغربية " أوهام وصورة غير حقيقية صنعتها عشرات السنوات من التدجين والدعاية المشبوهة انه في مكان امن حيث يمارس حريته داخل حدود فلسطين التاريخية ويعمل بدون تصريح بل ببطاقة هوية ترعاها الدولة المسخ وتؤمن له حقوقه كاملة هذا خاطر لعله يتبادر الى ذهن بعض الناس لكن الحقيقة مختلفة كليا ، تعالوا نتعرف اليها كاملة او جزء منها عالاقل في هذا المقال. 

توطئة:

بينما كان العالم يقلب صفحات الحرب على غزة، كانت تل أبيب تحيك خيوطاً أكثر عمقاً في الظلام. ليست حرباً بالدبابات هذه المرة، بل حرب بالقوانين والأجبار، تحول الأرض المحتلة إلى سردية توراتية: "يهودا والسامرة". الضفة الغربية، بتلولها الزيتونية وقراها العتيقة، باتت وجهة لـ"الضم" المقدس في خطاب اليمين الإسرائيلي. لكن ما هذا الضم؟ أليس الاحتلال قد بلغ عقوداً؟ وما الذي يختلف اليوم؟

ضم الضفة الغربية


ماهو الضم ؟ 

الضم الإسرائيلي للضفة الغربية هو ببساطة خطوة تهدف إلى إعلان ضم هذه المنطقة المحتلة رسميًا إلى إسرائيل، مما يعني تطبيق القانون الإسرائيلي عليها بشكل كامل. ورغم سيطرة إسرائيل الفعلية على معظم أراضي الضفة منذ حرب 1967، فإن الإعلان الرسمي للضم سيقضي على أي أمل باقٍ بحل الدولتين، وسيحول الفلسطينيين إلى سكان تحت سيطرة إسرائيلية مباشرة دون حقوق سياسية أو قومية،
الأرض تبتلعُ الأرض
اذا وعليه فان الضم ليس مجرد إعلان سياسي، بل هو تحويل الاحتلال من واقع مؤقت إلى حقيقة دائمة، 
فالجرافات الاسرائيلية تسير منذ 1967على أنقاض البيوت الفلسطينية، لكن الضم الرسمي يعني شيئا آخر: إلغاء "اللاجئ" من المعادلة، وتحويل الفلسطيني إلى غريب في أرضه. القدس الشرقية مرت بهذا المنعطف عام 1980، والجولان السوري عام 1981. والآن، الضفة تختنق بنفس استعماري جديد: قانون إسرائيلي يطبق على المستوطنين، وقانون عسكري يكتم أفواه الفلسطينيين.

الضفة الغربية الى اين



🧭 لماذا تعود خطة الضم الآن؟

  • ترامب والفرصة الذهبية: رئاسة ترامب الأولى شكّلت دعمًا غير مسبوق لـ"إسرائيل"، من إعلان القدس عاصمة، لوقف تمويل الأونروا، وحتى طرح "صفقة القرن". عودته  تفتح الباب مجددًا لأجندات كانت مؤجلة أو مرفوضة دوليًا.

  • سموتريتش وستروك واليمين المتطرف: وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أعلنها صراحة: "2025 هو عام السيادة على يهودا والسامرة". أما وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، فترى أن التوقيت مثالي لضم الضفة وغزة، مدفوعة بالتعيينات المتوقعة في إدارة ترامب القادمة (مثل ماركو روبيو وبيت هيغسيث).

أوريت ستروك : "الضم لم يكن يومًا محظورًا، بل كان فقط مؤجلًا بانتظار اللحظة السياسية المناسبة"

سموتريتش :  "2025 سيكون عام السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة"

  • نتنياهو والمخططات القديمة: أعاد رئيس حكومة الاحتلال في جلسات مغلقة طرح الضم على طاولة النقاش، تلميحًا إلى العودة لـ"صفقة القرن" بنسخة أكثر تطرفًا.

  • تغير المواقف الدولية: مع تراجع الضغوط الدولية الفاعلة لإنهاء الاحتلال، تعتقد إسرائيل أن الظروف مناسبة لترسيخ سيطرتها دون تكبد تكاليف سياسية كبيرة.

🗺️ هل الضم أمر جديد؟

لا. فـ"إسرائيل" تسيطر فعليًا على الضفة منذ عام 1967، وأدخلت قوانينها على المستوطنات دون إعلان رسمي للضم. وقد طُرحت مشاريع ضم سابقة مثل:

  • إعلان ضم وادي الأردن في 2019

  • خرائط صفقة القرن التي أبقت 30% من الضفة تحت السيادة الإسرائيلية

  • تكثيف الاستيطان زمن ترامب

لكن الضم الجديد يعني إعلانًا قانونيًا وسياسيًا يغير كل شيء.

ضم الضفة


🚧 ما هي آثار الضم؟

🔴 على الفلسطينيين:

  • حرمانهم من الحقوق السياسية وتقييد حياتهم في "جيوب" معزولة.
  • توسيع هدم المنازل الفلسطينية بحجج إدارية.
  • فرض قيود أشد على الحركة بين المدن والقرى.
  • تعميم نظام تمييزي يفصل بين المستوطنين (الخاضعين للقانون المدني) والفلسطينيين (الخاضعين للقانون العسكري).

🔴 على القانون الدولي:

  • يخالف ميثاق الأمم المتحدة واتفاقية جنيف الرابعة (خصوصًا المادة 49).

  • يخرق قرار مجلس الأمن 2334 (الذي يُدين الاستيطان).

  • يؤكد تجاهل الاحتلال التام للقانون الإنساني الدولي.


ماذا تقول المنظمات الدولية؟

منظمة العفو الدولية تعتبر أن الخطط الإسرائيلية تنتهك بشكل سافر القانون الدولي، وتضع سكان الضفة أمام موجة جديدة من سياسات التهجير والتمييز.

"الضم هو انتهاك صريح للقانون الدولي... واستمراره يعني ترسيخ عقود من انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين"
– تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية

كما يُذكّر التقرير بأن المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة تحظر نقل سكان الدولة المحتلة إلى الأراضي التي تحتلها، وهو ما تقوم به إسرائيل فعليًا عبر الاستيطان منذ سنوات، وتسعى الآن إلى تقنينه وشرعنته عبر "الضم"

  • أمنستي وصفت الضم بأنه جريمة، لا يمكنها تغيير الوضع القانوني للأرض أو مسؤوليات الاحتلال.

  • الضم يعمّق سياسات الفصل العنصري، التمييز، والحرمان المنهجي من الحقوق.

  • تحذر أمنستي من "تدويل سياسة التهجير والهدم"، وتحويل مناطق كاملة إلى "مناطق خالية من العرب".

حسنا هل هنالك أي فائدة مما سبق (ما تقوله المنظمات الدزولية والمجتمع الدولي في مواجهة اسرائيل)  ؟ 

في الحقيقة قيمته خانة صفرية على شمال واقعنا البائس والمزري وتجربتنا السابقة مع 
 المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ذات الشأن كلها بلا استثناء أثبتت انها بلا فائدة ان كان ما على المحك هو اسرائيل وحقوق الشعب الفلسطيني .

خريطة ضم الضفة



التاريخ لا يرحم الضعفاء

التجارب السابقة تقول: الضم ممكن إذا صمت العالم. القدس ضمت، والجولان ضم، ولم تتحرك إلا إدانات "شديدة اللهجة" تذوب كالثلج تحت شمس التطبيع. اليوم، قد تقدم أمريكا ورقة الضم على طبق ذهبي مع عودة ترامب، وقد تتحول المنظمات الدولية إلى خطب في فراغ.
لكن الأرض لها لغة أخرى. تحت أنقاض البيوت تولد المقاومة، وتحت القيود تنمو الإرادة. الضم قد يغير الخرائط، لكنه لا يمحو ذاكرة شعب رأى الإمبراطوريات تأتي وتزول.

اعلان وفاة الدولة الفلسطينية 

الضم ليس مجرد حيلة قانونية لابتلاع الأرض، بل هو رصاصة الرحمة في جسد المشروع الوطني الفلسطيني. إنه الإعلان الرسمي عن وفاة دولة لم تولد بعد، لكنها عاشت قرناً في الوجدان كوعد لم يتحقق. التاريخ يعيد نفسه، لكن هذه المرة ليست بسيوف الغزاة ولا دباباتهم، بل بأحبار القوانين والخرائط المزورة. فما فعله الاحتلال بالسلاح عام 1948، يعيده اليوم بـ"مَسْحَنة" قانونية: تهجير بلا دماء، ومحو للهوية بلا ضجيج.  
  
والعالم الذي سمح بضم القدس والجولان كـ"أمر واقع"، يغري المحتل اليوم بسرقة ما تبقى. فهل يدرك أخيراً أن صمته هو شريك في الجريمة؟ 
النكبة الجديدة لن ترتدي ثوب الهروب الجماعي تحت القصف هذه المرة، بل سترتدي قناع "الشرعية الزائفة". فبدل طرد الفلسطيني من بيته، سيجد نفسه غريباً داخل أرضه: أرض تُسجل باسم الدولة العبرية، وحقوق تُجمّد تحت ذريعة "الأمن"، وحياة تُختزل إلى إذن مرور بين الجدران والكانتونات.  
باي حال فان الأرض التي شهدت سقوط إمبراطوريات قبل ألف عام، ربما تختزن مفاجأة للمحتل الجديد: فالشعوب لا تموت بقرارات الضم، والقضية التي تحمل دم الأجداد لا تدفن بأحبار الدبلوماسيين. الضم قد ينجح في رسم حدود على الورق، لكنه لن يمحو ذاكرة تلك التلال التي ما زالت تحمل أسماء قرى مدمّرة، ولن يقتل حلم طفل يسأل عن متى نعود.  

مواضيع ذات صلة :


الاسمبريد إلكترونيرسالة