في الوقت الذي ظهر فيه الفنان محمد رمضان على منصة دولية في الولايات المتحدة مرتديًا بدلة رقص نسائية، رافعًا علم مصر ومعلنًا تمثيله لقضايا العرب وفلسطين، لم يتأخر رد الفعل الشعبي الغاضب، بل جاء هذه المرة ساخرًا، وبصوتٍ عفوي من قلب غزة.
الناشط الغزاوي "أحمدمراد" المعروف بلقب "حموكش"، نشر مقطع فيديو لرمضان ساخرًا من المشهد، قائلًا :
" محمد رمضان لا عنده صوت ولا عنده تمثيل ولا خلا فيها محمد ولا خلا فيها رمضان "
وكان الفنان المصري محمد رمضان قد ظهر في مشهد أقلّ ما يمكن وصفه بأنه صدمة للذوق العام والهوية الثقافية، ظهر الفنان المصري محمد رمضان خلال فعالية دولية في الولايات المتحدة، مرتديًا ما يشبه بدلة رقص نسائية، رافعًا علم مصر، معلنًا -بحسب قوله- تمثيله لمصر، والعرب، وقضية غزة!
غير أن ما رآه رمضان "تمثيلاً شريفًا"، رآه آخرون فعلًا فاضحًا بحق ثقافة مصر وهويتها، وعلى وجه الخصوص، الشاب "مالك" من غزة، الذي لم يتمالك نفسه أمام المشهد. "بدلة رقص؟ وعلى صدره صورة توت عنخ آمون؟" قالها مالك ساخرًا، وهو يعيد نشر المقطع عبر تيك توك، مضيفًا: "كنا مفكرينك طالع تحكي عن غزة مش ترقص علينا".
الإعلام الإسرائيلي يصفق.. والنقابات تصمت!
ما زاد الطين بلة، أن الإعلام الإسرائيلي احتفى بالمشهد، مقدمًا رمضان كنموذج للفن المصري "المتطور"، ضمن رؤية أكبر لما تسميه بعض الأوساط "خطط هدم ثقافة الشباب العربي". أما النقابات الفنية، فقد تهربت من أي موقف واضح، مكتفية بتصريحات باهتة من نوع "ما حصل خارج مصر"، وكأن شرف مصر الثقافي لا يغادر حدودها الجغرافية!
الجنيهات المصرية.. على الصدر!
الأمر لم يتوقف عند "اللباس"، بل امتد إلى تفاصيل تُوجّه فيها الإساءة بشكل مباشر للرموز الوطنية، إذ استخدم رمضان في بدلته عملات مصرية معدنية مثقوبة، وضعت على صدره، تحمل صورة الفرعون توت عنخ آمون، رمز الحضارة المصرية القديمة. فهل كان ذلك تعبيرًا عن الفخر؟ أم استهزاء غير مباشر بالحضارة والتاريخ تحت عباءة "الفن الغربي المنفتح"؟
من الترويج للعنف إلى تمجيد الانحلال؟
سبق لمحمد رمضان أن تلقى انتقادات واسعة بسبب مضمون أعماله الفنية، التي رآها كثيرون تشجع على العنف، وتعرض صورة مشوهة للمجتمع المصري. واليوم، يخطو خطوة أخرى، لكن هذه المرة باتجاه تمجيد قيم دخيلة على ثقافة المجتمع، وتقديمها للعالم وكأنها تمثل مصر.
يوم العار الثقافي؟
في غياب رقابي صارخ، وفي ظل خضوع الساحة الفنية لما يسمى "حرية الإبداع" بلا ضوابط، يجد كثير من المصريين والعرب أنفسهم عاجزين أمام مشاهد كهذه. "الفن ليس مبررًا لنشر الانحلال"، يقول أحد النشطاء الثقافيين، مضيفًا: "الإبداع لا يعني خيانة الهوية".
ما بعد الفضيحة
قد تمر هذه الواقعة كما مرّت غيرها، لكن ذاكرة الشعوب لا تنسى، ولا تغفر لمن يُسيء إلى هويتها. وما فعله رمضان -في نظر كثيرين- لا يمكن تبريره بأي اسم أو مسمى. إنه ببساطة، نقطة سوداء في سجل من يفترض بهم أن يكونوا سفراء للثقافة لا أدوات لهدمها.