-->
U3F1ZWV6ZTQzNzY1MTc3MzUyX0FjdGl2YXRpb240OTU3OTkwNzU4NDg=
recent
شريط أوغاريت

أسلحة من الجدول الدوري !! المعادن النادرة سلاح الصين الرابح في مواجهة أمريكا !

 

سبعة معادن أرضية نادرة تستغلها الصين ضد الولايات المتحدة: البطاقة الرابحة التي يصعب على أميركا مواجهتها

المعادن النادرة في الحرب الاقتصادية بين الصين وامريكا


في خضم التصعيد الاقتصادي المتزايد بين الصين والولايات المتحدة، تبرز ورقة المعادن الأرضية النادرة كسلاح استراتيجي بيد بكين، سلاح لا يُطلق رصاصًا، لكنه قادر على شل قطاعات صناعية حيوية في أميركا والغرب. 

الصين بخطوة كبيرة كهذه (بفرض قيود على صادرات المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات الحيوية) ستؤثر بشدة على الولايات المتحدة. وسيتكشف بشكل جلي  مدى اعتماد أمريكا على هذه المواد، التي تعد عنصرًا أساسيًا في المنتجات التكنولوجية المتقدمة والتقنيات العسكرية.

المعادن النادرة في الحرب الاقتصادية بين الصين وامريكا


لكن وقبل الاسهاب في الحديث عن الازمة الحالية لنتعرف أولا على
  •  ماهية مفهوم " العناصر النادرة "
  •   ولنلق نظرة تاريخية على تطور صناعاتها في الصين
  • ولنتعرف على اهم استخداماتها   

1- المعادن النادرة :

المعادن الأرضية النادرة هي مجموعة من 17 عنصرًا كيميائيًا مهمًا جدًا في صناعة العديد من المنتجات التكنولوجية الحديثة. من بين هذه العناصر، النيوديميوم الذي يُستخدم في صناعة المغناطيسات القوية المستخدمة في مكبرات الصوت، ومحركات الأقراص الصلبة، ومحركات السيارات الكهربائية، والأجهزة الطبية، والتقنيات الدفاعية. على الرغم من أن هذه المعادن ليست نادرة في الطبيعة، إلا أن صعوبة استخراجها وتنقيتها يجعلها تُعتبر نادرة، مما يزيد من تعقيد عملية الحصول عليها.

المعادن الثقيلة النادرة والحرب الاقتصادية الصين وامريكا


2- التطور الاستراتيجي لصناعة المعادن النادرة في الصين من منظور تاريخي :

بدأت الصين في تطوير صناعة المعادن الأرضية النادرة منذ خمسينيات القرن الماضي، لكنها لم تُولِ اهتماماً واسعاً لها إلا في الثمانينيات والتسعينيات. يُعد العالِم  شوغوانغشيان الأب المؤسس لهذه الصناعة في الصين، حيث أنشأ مختبرات متخصصة وأقنع الحكومة بتطبيق نظام الحصص التصديرية للحفاظ على هذه الموارد داخلياً.

في عام 1980، تأسست الجمعية الصينية للمعادن الأرضية النادرة، وتبعها إنشاء مركز معلومات خاص بها عام 1985، كما استُخدمت أدوات سياسية مثل نظام الخصم الضريبي الذي وصل إلى 17% لمنتجات المعادن النادرة لجذب المنتجين المحليين. وفي عام 1986 أطلقت الصين برنامج "863" لدعم الابتكار في التقنيات الاستراتيجية، تلاه برنامج "973" لتعزيز الأبحاث الأساسية.

دعمت الحكومة الشركات المحلية لبناء شراكات دولية مع اليابان وأميركا وكندا، ما ساعد على نمو الصناعة بسرعة. ومع دخول الألفية، بدأت بكين بفرض قيود مشددة على الاستثمار الأجنبي في هذا القطاع، وقلّصت التصدير تدريجياً، ما رفع الأسعار وشجّع على التعدين غير المشروع.

في 2016، أدرجت الصين المعادن الأرضية النادرة ضمن خطتها الخمسية الثالثة عشرة، ثم ضمن خطة خامات المواد الخام في 2021 التي شددت على دعم التحول الرقمي والاقتصاد الأخضر، وأوصت بتقليص عدد الشركات لزيادة الكفاءة.

كما أنشأت الحكومة تكتلاً ضخماً باسم "مجموعة الصين للمعادن الأرضية النادرة" يضم شركات ضخمة مثل مينميتالز وألومنيوم الصين. وتمتلك الصين حالياً مختبرين وطنيين متخصصين، وتنشر مجلات علمية لدعم البحث والهيمنة الأكاديمية في المجال.

وفي 2023، وسّعت بكين القيود لتشمل أيضاً عناصر أخرى مثل الجرمانيوم والغاليوم، بالإضافة إلى حظر تصدير تقنيات المعالجة. هذه الإجراءات تُظهر أن الصين لا تملك فقط الموارد، بل أيضاً البنية التحتية والمعرفة الصناعية التي تجعل من هذه المعادن أداة استراتيجية.

المعادن النادرة في الحرب الاقتصادية بين الصين وامريكا

أما عن استخدامات هذه المعادن فهي تدخل في صناعات كثيرة ومتنوعة ومهمة واكتسبت أهميتها بالذات من هذه المسالة - 

3- أبرز استخدامات المعادن السبعة:

  • التربيوم: يدخل في صناعة الشاشات والمغناطيسات المستخدمة في الطائرات والغواصات.

  • الإيتريوم: يُستخدم في أجهزة الليزر الطبية ومعالجة السرطان.

  • الديسبروسيوم: عنصر أساسي في مغناطيسات السيارات الكهربائية وتوربينات الرياح.

  • الجادولينيوم: يُستخدم في التصوير بالرنين المغناطيسي، ويُعزز مقاومة السبائك للحرارة.

  • اللوتيتيوم: يُستخدم في تكرير النفط.

  • الساماريوم: يدخل في صناعات دفاعية، مثل محركات الطائرات والمغناطيسات القوية.

  • السكانديوم: يُستخدم في هياكل الطائرات والدراجات، وله خصائص إشعاعية تُستخدم في كشف التسريبات تحت الأرض.

ماذا عن المغناطيسات ؟ 

إلى جانب المعادن، أوقفت الصين فعليًا تصدير مغناطيسات أساسية تُستخدم في تصنيع السيارات، الطائرات بدون طيار، الروبوتات، والصواريخ. بعض الشركات اليابانية تحتفظ بمخزونات تكفي لعام، أما الشركات الأميركية مثل تيسلا وجنرال موتورز فقد تواجه توقفاً في الإنتاج.





الازمة الحالية : 

 كما بات مفهوما في عالم الصناعات ان المعادن النادرة الثقيلة ليست مجرد مواد خام، بل هي في الحقيقة  تحوّلت إلى عملة في صراع القوى العظمى. ففي حين تحاول أمريكا اللحاق بالقطار الصيني السريع، تثبت الأرقام أن المعركة الحقيقية ليست تحت الأرض، بل في المختبرات والجامعات ، كما قال أحد عمال المناجم في منغوليا: "الصين لا تستخرج المعادن، إنها تستخرج المستقبل"
ووصول الصين للهيمنة على صناعة المعادن النادرة لم يأت من فراغ بل كان نتاج استثمار استراتيجي على مدار العقود الماضية في قدراتها على التعدين والتكرير مما جعلها تتحكم في 61% من الإنتاج و92% من عملية التكرير، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية (IEA) وكذلك تمتد هيمنتها إلى كل من الاستخراج والمعالجة، وهما عمليات بيئية مكلفة وتنتج نفايات مشعة. 
باي حال فان الصين استطاعت توظيف هذه الهيمنة والقدرات في صراعها الاقتصادي الاخير مع الولايات المتحدة الذي بدأ بعد فرض الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رسوماً جمركية تزيد عن 100 في المئة على واردات السلع الصينية .

الصراع الاقتصادي بين الصين وامريكا


وبالتالي جاء الرد الصيني على النحو التالي :  

الضربة الصينية (أبريل 2025):

  • فرض قيود على تصدير 7 معادن ثقيلة تشمل:
  • التربيوم (لأنظمة توجيه الصواريخ).
  • السكنديوم (هياكل الطائرات F-35).
  • النيوديميوم (محركات السيارات الكهربائية مثل تسلا).
  • اشتراط تراخيص حكومية للتصدير، مما يعطّل سلاسل الإمداد خلال 48 ساعة.


التأثير على الولايات المتحدة:


70% من واردات أمريكا من هذه المعادن تأتي من الصين.
75% من المكونات الإلكترونية في الأسلحة الأمريكية تعتمد على معادن صينية.
تقديرات بزيادة الأسعار 500%، وارتفاع تكلفة الهاتف الذكي الواحد بمقدار 50 دولارًا.


المعادن الثقيلة النادرة



 لماذا تعجز الولايات المتحدة عن المواجهة؟


1- الإخفاقات المحلية:
  • فشل منجم "ماونتن باس" في كاليفورنيا بسبب معارضة بيئية.
  • قدرة التكرير الأمريكية لا تتجاوز 1% من الاحتياجات.
2- محاولات التعويض الفاشلة:
  • مفاوضات مع جرينلاند (تمتلك 38 مليون طن احتياطي) تعثرت بسبب ضغوط صينية.
  • إعادة التدوير تُغطي أقل من 1.2% بسبب التعقيدات التقنية.
3- المأزق البيئي:
  • عمليات التعدين الأمريكية تتطلب 10 أضعاف الوقت والطاقة مقارنة بالصين.
4- فجوة معرفية: 
  • الصين تنتج 140 ألف خبير سنويًا في هندسة المعادن مقابل 8 آلاف بأمريكا.
5- التلوث المُمنهج: 
  • عمليات التنقية تنتج نفايات مشعة، ما يجعلها غير مرغوبة بيئيًا في الغرب.
( دفعت الصين تكلفة التفوق البيئي ثمنًا باهظًا) 
* تلوث 70% من الأراضي الزراعية حول منجم "بايان أوبو" بالمعادن الثقيلة.
* انتشار أمراض سرطانية في مناطق التعدين بنسبة 40% أعلى من المعدل الوطني.
* تحوّلت أنهار مثل "النهر الأصفر" إلى مصبات للنفايات الكيميائية
.
* في مناطق التلوث وحول المناجم ارتفعت معدلات السرطان بين السكان الى  40% 

6- احتكار التكنولوجيا: 
  • تمتلك الصين 90% من براءات اختراع معالجة المعادن النادرة.


المعادن الثقيلة

لكن السؤال الان : هل الصين مستعدة لقطع الإمدادات تمامًا؟

رغم أن الصين لم تمنع التصدير بالكامل، إلا أنها تركت الباب مفتوحًا للتصعيد. فهي تدرك أنها تحقق أرباحًا هائلة من هذه التجارة، لكن في حال استمرت الحرب التجارية، فقد تتجه لتضييق الخناق أكثر على الغرب.


رأي الخبراء: معركة العقد الاقتصادي

  • إيلون ماسك: "الصين لا تبيع معادن، إنها تبيع معرفة صناعية استغرقت 50 عامًا في البناء".
  • بنك غولدمان ساكس: "أي تعطيل للإمدادات الصينية سيُكلف الاقتصاد العالمي 2.3 تريليون دولار سنويًا".
  • منظمة التجارة العالمية: أدانت القيود الصينية عام 2014، لكن العقوبات ظلت حبرًا على ورق.


سيناريوهات التصعيد:

  • قد تمنع الصين تصدير تقنيات التكرير المرتبطة باليورانيوم.
  • استخدام البورصة المعدنية في شنغهاي لتحديد الأسعار عالميًا.
  • البنتاغون: في تقرير 2023: "هذه أزمة أمن قومي تعادل خطر الأسلحة النووية".

حرب المعادن النادرة



درس التاريخ بواجهة رقمية ! 

تشير خطوات الصين إلى استخدام ممنهج للمعادن الأرضية النادرة كورقة ضغط في حربها الاقتصادية. ومع تباطؤ البدائل الأميركية، قد يتضح أن هذه المعادن ليست فقط عناصر في الجدول الدوري، بل أدوات جيوسياسية بامتياز، و كما كان النفط سلاحًا في القرن العشرين، أصبحت المعادن النادرة سلاح القرن الحادي والعشرين. الفارق الجوهري هو أن تأثيرها يمتد إلى كل شيء: من الهواتف الذكية إلى الصواريخ فوق الصوتية. بينما تحاول أمريكا اللحاق، تبدو المعركة أشبه بسباق بين "عربة تجرها الأحصنة" و"سيارة فيراري "، حيث تدفع الصين العالم نحو نظام اقتصادي جديد... تُحدد فصوله في مختبرات الكيمياء، لا في ساحات المعارك.











الاسمبريد إلكترونيرسالة