-->
U3F1ZWV6ZTQzNzY1MTc3MzUyX0FjdGl2YXRpb240OTU3OTkwNzU4NDg=
recent
شريط أوغاريت

مجزرة نحالين الثانية 1989 : ملف كامل

"نحالين: سردية الدم الذي يروي تاريخًا لا يُنسى"

سردية وتوثيق رئيس التحرير / احمد ابوعلي:


مجزرة نحالين


تتوارى بين تلال بيت لحم الغربية كجوهرة خضراء نادرة، تشبه ببيوتها الحجرية المُعلَّقة على المنحدرات قرى المكسيك الأسطورية. هنا، حيث تناغم حجارة "الطبزة" العتيقة مع صفاء السماء، وتُخبئ الأزقة الضيقة حكايات أجدادٍ بنوا بيوتهم بعرق جبينهم ودماء قلوبهم. كل حجر هنا يُنادي: "هذه أرضٌ ترفض أن تموت".

قرية نحالين


انها ليست مجرد قرية فلسطينية عادية,بل لوحة زمنية تختزل في تضاريسها ثقوب الرصاص وأسماء الشهداء، وتروي ببيوتها الحجرية حكايات تعود إلى العصر الكنعاني. هنا، حيث تتداخل الطبقات التاريخية مع جراح الاحتلال، تُكتب ملحمة شعبٍ رفض أن يُدفن تحت أنقاض النسيان.

مجزرة نحالين


نحالين ، سِفر من الدماء والذاكرة : 

الارض التي رويت بالدم احمرا قانيا مزينا بقصفات الزيتون الاخضر تحكي الكثير عن مأساتها وشموخها في ان معا 
تاريخ طويل منذ المجزرة الاولى في الثامن والعشرين من اذار عام 1954 حين حاولت عصابات الصهاينة بقيادة شارون اجتياح الارض والزمان فأوقعت عشررات الشهداء والجرحى مرورا باجراءات التعسف والقمع وليس انتهاءا بمادة بحنا " المجزرة الثانية 1989 " انما قبل الدخول في التفاصيل لابد ان نعرج قليلا على التاريخ ، التسمية وما وراءها 
وعلى ذكر الكنعانيين والاسماء هذه في عجالة نظرة تاريخية سريعة لاصل التسمية والتكوين الديمغرافي  : 

التسمية - من بيت الآلهة إلى بيت النحالين

  • التسميات التاريخية:

    • العصر الكنعاني: عُرفت باسم "بيت الآلهة" تقديسًا لمعابدها.
    • عصر الهكسوس: سُميت "معبد الشمس" بسبب طقوس عبادة الشمس المنتشرة.
    • العصر العربي: تحوّل الاسم إلى "نحلة"، ثم "نحالين" في العهد العثماني، واختُلف في سبب التسمية:
      • رأي أول: كثرة النحالين (مربي النحل).
      • رأي ثانٍ: إشارة إلى "بيت الرهبان" لاشتهارها بالزهاد.
  • التكوين الديموغرافي:

    • عام 1596م: سجل العثمانيون 40 أسرة مسلمة و16 مسيحية، يعيشون على الزراعة.
    • عام 1925م: وثيقة عثمانية تذكر 94 أسرة مسلمة بأسماء الأسر المعروفة .



مذبحة نحالين


على اي حال لم تكن "نحالين" مجرد نقطة على خريطة التّاريخ، بل كانت مرآةً تعكس صراعًا وجوديًا بدأ منذ العصر الكنعاني. فكما تعددت أسماؤها  تعددت جراحها أيضًا. فبينما كانت القرية تُنسج بيتًا للرهبان والنحالين عبر العصور، تحوّلت في القرن العشرين إلى ساحةٍ لمعركةٍ غير متكافئة: شعبٌ يحمل حجارةَ أجداده الكنعانيين في وجه آلة عسكرية غاشمة. هكذا تشابكتْ طبقاتُ الماضي مع حاضر الدم، لتُولد من رحم هذا التّاريخ الطويل مجزرة 1989، التي لم تكن حدثًا منعزلًا، بل حلقةً في مسلسلٍ بدأ باجتياح الهكسوس وانتهى بسياسات التّهجير البطيء تحت الاحتلال الإسرائيلي.
مجزرة نحالين


وكأن الأرض التي اعتادت تقلبات الغزاة لم تعد تطيق المزيد. فقد تَحولت "نحالين" – بتضاريسها وشبابها – إلى شوكةٍ في خاصرة المستوطنات، وخلية لا تهدأ من المقاومة الشعبية اليومية. في انتفاضة الحجارة، لم تكن القرية تكتفي برفع الشعارات أو حرق الإطارات، بل صارت تنسج أسطورتها الخاصة على إيقاع الرصيف، حيث الشباب يكتبون بيانهم الأول بالحجر، لا بالبيان.


مجزرة نحالين

"من 'بيت الآلهة' إلى 'خليّة الدبابير' : 

الأسابيع الأخيرة قبيل المجزرة كانت شاهدة على تصعيدٍ همجي من قوات الاحتلال. حيث اعتاد الجنود التوقف في سياراتهم العسكرية على أطراف القرية، وتوجيه الشتائم لأهلها بمكبرات الصوت، يرمون كلماتهم الوقحة على التلال كقنابل نفسية. ترافقت تلك الإهانات مع مداهماتٍ ليلية، ومنعٍ للتجول، وتنكيلٍ ممنهج، حتى صار الصمت خيانة، والصبر قيدًا أثقل من الرصاص.

نحالين المجزرة المدخل الجنوبي




ولأنهم كانوا أبناء الأرض - ومن يملك الأرض لا يملك أن يصمت- صار الشبان يسيرون مسافة من3-5 كيلومترات ليصلوا الى طريق "بيت شيمش" حيث الشوارع التي يسلكها المستوطنون والمركبات الامنية بعد ان تمكنوا خلال سنة ونصف تقريبا من عمر الانتفاضة من منع المستوطنين و حتى القوات العسكرية معظم الوقت من المرور او استعمال شارع القرية الواصل بين الخليل وبيت لحم ...
لم يكن الشبان يذهبون إلى تلك الطرق عبثًا، بل كانوا يردّون على الإهانة بالفعل، وعلى الجرح بالمقاومة .

صورة قديمة لنحالين



فكانوا يردون بالكمائن التي تنصب على الشوارع ، وبالحجارة والمولوتوف وما تيسر , حتى مرور مغتصب واخر من المكان فتجود عليه السواعد بما شاء الله لها ان تجود الى حين يدرك الجنود في المعسكر القريب , ان اصحاب القبضات المجنونة , او كما اطلقوا عليهم انذاك " الدبابير" في المكان ,تلسع بقوة وتختفي !
فتنسحب السرية منتشية بانتصارها الصغير , حتى اذا صاروا على سفح الجبل المشرف على القرية حيث الرعاة يتكئون على احجار كبيرة تتمازج فيها الظلال مع الماعز السارحة , تحول الركض الى "كزدورة" في درب صغير وعر رسمته مع الوقت خطاهم في الروحات والغدوات برفقة الزعتر البري متبادلين النكات عن ردات فعل المستوطنين والعسكر ...
نحالين المدخل الجنوبي

هذا كله لم يكن ليمر من دون أثر فقد وصلت التقارير تباعا الى قائد المنطقة الذي هرول بدوره الى مكتب " داني شيمرون " رئيس الاركان آنذاك وقال له : وضع الطرق في منطقة "الجوش" (يقصد تجمع مستوطنات جوش عتصيون ) صعب للغاية , الامور تقريبا تخرج عن السيطرة"!يرد عليه هذا الاخير بكلمة واحدة : "تصرف" ... !!
فهم قائد المنطقة الامر فاوعز بدوره الى قائد قوات حرس الحدود العاملة في بيت لحم :
"اريد أن أؤدب المنطقة كلها بالقضاء على عش الدبابير هذا."


مجزرة نحالين


"الفخ المنصوب: كيف نسج الاحتلال خيوط المجزرة؟"

في فجر الثالث عشر من نيسان عام 1989، وتحديدًا عند الساعة الثالثة فجرا ، كانت نحالين تستعد ليوم جديد من رمضان، لا يشبه أي يوم سبقه. كانت القرية تغطّ في سكونٍ رمضاني، بعد سحورٍ أخير ساده الخشوع والبساطة، حين بدأ أكثر من سبعمئة جندي من قوات حرس الحدود الإسرائيلية بالانتشار حولها كطوقٍ من الحديد والنار.

مجزرة نحالين

نُصبت الحواجز في الطرقات، وانتشرت القناصات على اسطح المنازل و التلال المشرفة، واستُكملت خيوط الكمين الكبير. في تلك اللحظات، لم يكن أحد يعلم أن فجر نحالين سيكتب بالدم، وأن ذاكرة المكان ستتغيّر إلى الأبد.

لوحة الكمين مجزرة نحالين


في ذات الوقت والساعة وبينما يتحضر الجنود لارتكاب جريمتهم كان خمسة من اقمارالبلدة قد استيقظوا ليتناولوا سحورهم الاخير فجر السابع من رمضان , ولينطلقوا مقبلين غير مدبرين يردون عادية الغزاة الطامعين بالجرن والزعتر , يذودون عن الرعاة وسفحهم ,يعَبدون ويرسمون قبل الرحيل الاخير بالدم , دربهم الوعر اذ انحنى فيه حشاش الارض , نتشها وزحيفها اكبارا واجلالا للعائدين المنتشين من بعد كل غزوة ...

لم يكن الفجر عاديًا، ولم تكن خطاهم كسابق عهدها. كان على التاريخ أن ينحني، وأن يلتقط أسماءهم من دموع الأمهات وأهازيج الزغاريد المخنوقة. هؤلاء هم الذين صعدوا في صباح المجزرة، وتركوا في الأزقة عطرهم، وفي الذاكرة خلودهم.


مجزرة نحالين الثانية




نبض لا يُسكت: شهداء مجزرة نحالين 1989

عند منعطف التاريخ، وفي لحظةٍ فارقة بين الليل والنهار، ارتقى خمسة من خيرة أبناء "نحالين"، ليكتبوا بالدم فصلًا جديدًا من ملحمة القرية الصامدة. لم يكونوا أرقامًا في سجل الموت، بل أسماء محفورة في ذاكرة الأرض والناس .






١. الشهيد رياض محمد علي غياظة
ذلك الرجل الذي طابت سيرته في القرية كما يطيب العطر في مطلع الربيع، ارتقى وابتسامته لا تزال على وجهه، وكأنه يخبر الاحتلال أن الكرامة لا تُغتال.

مجزرة نحالين الثانية 1989


٢. الشهيد محمد حسن خليل شكارنة "أبو عبير"
صاحب القلم والمقلاع، كانت كلماته تُلهب الحناجر، وذراعه تُلقي الحجارة كأنها آيات احتجاج. ودّع طفلته الرضيعة ليحمل اسمه جيلٌ كامل.

مجزرة نحالين الثانية 1989


٣. الشهيد فؤاد يوسف محمود عوض
الشبل الذي سبق عمره، كان مقلاعه صغيرًا على الجندي، لكن قلبه فاق الجبال. في السادسة عشرة من عمره كتب وصيته بالحجارة.

مجزرة نحالين الثانية 1989


٤. الشهيد صبحي محمد عطية شكارنة
الشاب الذي فهم معادلات الأرض والكرامة، اختار أن يحوّل المقلاع إلى هندسة نضال دقيقة... فسقط وهو يقاوم.

مجزرة نحالين الثانية 1989



٥. الشهيد وليد محمد عبد الله صافي
آخر من يُغادر ساحة المجزرة، أول من يهرع لإغاثة الجرحى، لم يكن يحمل سلاحًا سوى سيارة وحبًا لا ينضب لأبناء شعبه، فارتقى شهيدًا بعد أسبوع من مقاومة الموت.

مجزرة نحالين الثانية 1989


 الا ان أثر فعله و دماءه ورفاقه معه امتدت عبر الزمان والمكان...


 ففي عام 1994، لم يتردد محمد يوسف غياظة أن يُهرول مسرعا نحو مستشفى الحسين ، حاملاً دمه لجرحى مجزرة الحرم الإبراهيمي، لكن رصاص الغدر طاله وهو يُكمّل رسالة الحياة.
شهداء  نحالين


 وبعد نحو سبع سنوات، راح خلف نجاجرة يراقب جدران كنيسة المهد كحارسٍ أخير، يرفض أن تسقط الحجارة المقدسة تحت أقدام المحتل، حتى صار شهيدًا في حصارٍ كتبت فيه القداسة بدماء الأبطال ,
شهداء  نحالين



 وقبلهم وقبل شهداء مجزرة العام 1989 بسنوات قليلة كان قد ارتقى الشيخ الجليل ابراهيم عبدالرحمن شكارنة تقبلهم الله اجمعين 

شهداء  نحالين



 شهادات حية - الرواية الإنسانية

1. رواية الناجي "م. عوض":

"كنا نسمع صياح الجنود يتهددنا: "سنجعل من نحالين مقبرة!"، لكن حجارتنا كانت أقوى. رأيتُ فؤاد يسقط وهو يصرخ: "لا تخافوا!"، دماؤه اختلطت بزيتون الأرض".

2. أحد جرحى المجزرة "ع. فنون":

"أصبتُ بشللٍ تام، لكنني تعلمت أن أستخدم الكرسي المتحرك كسلاح. تزوجتُ وأنجبتُ لأننا نُبعث من جديد كل يوم".

مقام شهداء نحالين
مقام الشهداء - نحالين 


 شهادتي كطفل في صباح المجزرة :

كانت جدتي ام علي قد ايقظتنا فجرا للسحور -ربما لم نتسحر لا اذكر - لكنها ومع اول تسلل للفجر من الافق خبأتنا انا واشقائي في " دار المونه " ودار المؤونة هذه كانت في الواقع ابعد ما تكون عن مفهوم الدار كما نألفه , غرفة واحدة منفصلة قائمة بذاتها شيدت جدرانها بحجر " الطبزة " الثقيل والطين المجبول بعرق جدي ابوعلي ,
لها باب حديدي صلب بأكرة معدنية ثقيلة وخرق يتسع لمفتاحه الكبير الشبيه بمفاتيح العودة
يمكنك احيانا ان ترى من خلالها تفاصيل مشوشة للمؤونة في الدار المخيفة المعتمة - في الحقيقة كانت خالية الا من بعض شوالات الشعير والقش للغنم -
قبل ان تغلق علينا الباب وضعت لنا الجدة  " مونتيلاتو"  على شفاهنا وفي مقدمة انوفنا - والمونتيلاتو هذا شيء يشبه مدهون الفيكس وله رائحة النعناع واظن انه كان يستعمل لعلاج السعال , لكن ولسبب ما كان رائجا عنه ان يخفف من اثار استنشاق الغاز المسيل -

غادرت ام علي لا اعلم الى اين وتركتنا هناك , ربما خلال نصف ساعة بدأنا نستمع لاصوات اطلاق الرصاص وفي بعض الاحيان صيحات الله اكبر ,
كيف علمت الجدة ان امرا جللا سيحدث يومها , لا اعلم ولا اذكر هل هي الحشودات العسكرية طوال تلك الليلة الى ما بعد السحور ! ام هي حكمة الجدات وحدسهن ؟ لا ادري ولم أسأل !
فادي -شقيقي الاكبر- ابتدع طريقة للهروب من الدار , وضع شيئا وقف فوقه وتسلق الى كوة في جدار الغرفة تفصل بينها وبين "صيرة الغنم " وقفز من هناك بين الاغنام وخرج لا اعلم الى اين هو الاخر ,
كان معلوما عني اني اقلد شقيقي الاكبر في كل ما يفعله - او هكذا قيل لي لاحقا -في الغالب اني ترددت يومها لاني على جهلي اتذكر خوفي و بكاء شقيقي الصغيرين لكني في النهاية خرجت لا اعلم الى اين , ربما باحثا عن فادي !
كان الجو في الخارج مرعبا بحق , مليئا بالدموع والصراخ والرصاص - كانت المرة الاولى التي صارت فيها دار المونه المعتمه اكثر امنا من ضياء النهار في الخارج -
لا اذكر تماما الان كيف انتهى بي الحال في بيت الجيران لكن بعض المشاهد على ما يبدو تبقى عالقة في الوجدان مهما اجترأ عليها الزمن وتعاقبت عليها الايام ,,
احدى النساء - اظن انها عمتي - كانت تقف فوق بئر امام بيت الجيران هذا و تنوح مرددة : " ثلاثين شهيد " ( كانت الارقام في البداية متضاربة ومن هول المشاهد وكثرة الاصابات الخطيرة ظن الناس ان كثير من الجرحى شهداء فتباينت الارقام ) 
من امام هذا البئر كنت انظر الى مكان المواجهات المحتدم اكثر م غيره -مقام الحاج عليان في وسط القرية يبعد عنا تقريبا كيلومتر هوائي - ميزت شابا لانه بدى مميزا بحركاته وجرأته وربما بلباسه الاحمر او كانت كوفية حمراء لا اعلم ’ لكنه كان مميزا جدا في كل شيء حتى لعين القناص الذي اطلق عليه رصاصة في القلب , سقط على اثرها مقابلنا هكذا ببساطة ونحن ننظر اليه , الشبان حملوه نصف حمل فيما بدى ان اقدامه تأبى الابتعاد عن الارض حيث قاتل ,,,
لاحقا علمنا انه رياض ابن العم , ارتقى مع اربعة آخرين في ذلك الصباح من صباحات نيسان الموحشة .


مجزرة نحالين


حين تُروى الحكاية

بقي من ذلك الصباح رائحة الغاز، وبحة التكبير، وظلال الأجساد التي هرعت تُسعف وتُقاوم وتُودّع. مرّت السنوات، وبقيت أسماء الشهداء تتردد في الحارات وبين النعوات، في حديث الجدّات، وفي ارتجاف صوت المؤذن. مجزرة نحالين لم تكن لحظة عابرة في زمن الانتفاضة، بل جرحًا مفتوحًا على صفحة التاريخ الفلسطيني.
ولأنّ الذاكرة لا تكتمل إلا بما وثّقته العيون والعدسات وأقلام الصحفيين، نفتح هنا نافذة على أرشيف ذلك اليوم... شهادات، صور، أخبار، ومقاطع من زوايا الإعلام، تحفظ صوت الدم وهو يُطالب بالكلمة.


شهداء  نحالين




من الأرشيف: يوم لا يشبه الأيام

ما كُتب في الصحف وما بثته شاشات التلفزة في ذلك اليوم، لم يكن مجرد أخبار عاجلة، بل شهادات موثّقة على جريمةٍ ارتُكبت على مرأى من العالم. وقد رصدنا عددًا من المواد الأرشيفية التي وثّقت مجزرة نحالين، منها:

  • تغطية صحيفة "القدس" بتاريخ 14 نيسان 1989، والتي تصدّرت فيها المجزرة العناوين تحت وصف "مجزرة رمضان في نحالين"، متحدثة عن الشهداء والجرحى بدم بارد.












شهداء  نحالين


  • تقرير صحيفة السفير اللبنانية في اليوم التالي، التي حملت وصفًا مروعًا لطبيعة الهجوم العسكري، ونقلت شهادات الأهالي الذين وصفوا الجنود بـ"الصيادين يطاردون فرائسهم".


مجزرة نحالين


  • تقارير اخبارية نادرة منذ ذلك الوقت " للاسف اغلبها اسرائيلية " 






أغنية يا طفلنا يابن الشيم عن مجزرة نحالين 


ختاما :



ليست المجزرة مجرّد جرحٍ في جسد الزمن، بل هي قبسٌ من نورٍ يُحرق ذاكرة التراب. كلّما هبّت نسمات الجليل حاملةً عبير الزعتر البري، تتناثر حكايات "نحالين" كندى الصباح على أوراق الزيتون العتيق. هنا، حيث تتعانق أنفاس الشهداء الخمسة -رياض، محمد، فؤاد، صبحي، وليد- مع حجارة "الطبَـٰزة"، تُخلّد الأرض عهدًا: لا يُدفن الدم تحت رمال النسيان.

دماؤهم لم تكن مجرّد سيلان أحمر، بل حبرٌ يكتب على جبين التاريخ: "هذه ترابٌ يرفض أن يُستباح". حتّى حين تُظلم السّماء بغيوم الرصاص، يبقى دربهم المُنير شمعةً في يد كلّ طفلٍ يعبرُ الدرب ذاته، حاملًا حجرًا من جبلهم، وزيتونةً من أرضٍ تتنفّس باسمهم. فالشهادة هنا ليست نهاية، بل هي بذرةٌ تُنبئُ أن الفجر القادم سيكون من صنع أيادٍ علمتها "نحالين" كيف تحوّل الحزن إلى إرادة، والوجع إلى نشيدٍ لا يُقهر.
.
جبال وطبيعة نحالين الغروب في نحالين




ملاحظة: سيتم تحديث هذه الفقرة تباعًا بروابط مباشرة للمواد الأرشيفية المتوفرة، لتبقى الذاكرة مفتوحة أمام كل من يفتّش عن الحقيقة بين السطور والصور.




الاسمبريد إلكترونيرسالة